كلمات في النقد ورُهاب النقد والمصطلح

عدد المساهمات : 15 تاريخ التسجيل : 14/02/2012

كلمات في النقد ورُهاب النقد والمصطلح ..
..............................

- بعض الأشخاص تعتبر أي لون من ألوان النقد جريمة وهذا من الخطأ .. فانتبه ..

- كثير من الأشخاص يضع المنتقد ضمن الخصوم .. وكثير من الأشخاص
والجماعات تعتبر من ينتقدها أو يصحح لها خطأ أو يستدرك عليها أمر .. أنه
عدو أو حاقد أو صاحب مشكلة .. وهذا أيضًا من الخطأ .. فانتبه ..

- كثير من الأشخاص يعترف أنه بشر وأنه عرضة للخطأ وأنه ليس بمعصوم ..
ثم بعد ذلك يقوم بمحاولة تبرير وفلسفة الأخطاء وتحويلها لنوع من الصواب
.. مع أن أحد لم يدّع له أنه نبي أو رسول معصوم .. وهذا الاعتراف لا
ينفعنا في شيء .. وهذه الفلسفة تحتاج إلى نقد ..

- من أصعب الأمور على الأشخاص أن يتقبل نقدًا فضلاً عن أن يوافق عليه أو يسعى إلى تصحيحه .. وهذه من الإشكالات ..

- مصطلح النقد ومعناه ..
المعنى الأول: تمييز الجيد من الرديء من الدراهم والدنانير - يعني: من النقود .. اختيار الجيد وتمييز الزيف ..
المعنى الثاني: هو العيب والتجريح .. وهذا هو المعنى المشهور الذي خلق الرُهاب ..-
والمعنى الأول هو الذي ينطبق على المفهوم الشرعي .. فهو : معرفة الخطأ
والصواب .. الثناء على الخير ومدحه وذم الشر ونقده .. النقد لبيان الحق
والأمر به، وبيان المنكر والنهي عنه ..

- النقد هو نوع في حقيقة الأمر من النصيحة .. قال صلى الله عليه وسلم :
" الدين النصيحة - ثلاثاً- قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله
ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم " ..

- النقد أمر بالمعروف ونهي عن المنكر .. رأى ابن عباسٍ معاويةَ يستلم
أركان البيت كلها.. ويقول: ليس شيء من البيت مهجوراً انتقده ابن عباس
علانية .. وهو كان له مكانة عالية وأمير .. وقال له ابن عباس: " لقد كان
لكم في رسول الله أسوة حسنة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يستلم إلا
الركنين" .. ولم ير معاويةَ أن في هذا حطاً من قدره ولا بخساً لمكانته ..
كما لم ير ابن عباس أن مكانة معاويةَ تمنع من أن يُؤمر بالمعروف ويُنهى
عن المنكر .. ويُقال له: هذا هو الطريق فالزمه .. تأمل ..

- النقد مواجهة داخلية ومحاسبة للنفس .. قال عمر رضي الله عنه : "
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا .. فإنه أهون عليكم في
الحساب غداً عند الله عز وجل .. أن تحاسبوا أنفسكم اليوم .. وتهيئوا
للعرض الأكبر " يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ "
.. فلابد من المتابعة .. والمراقبة والمراجعة .. والتصحيح والتعديل .. على
سبيل الحقيقة .. لا على سبيل التغطية أو التورية أو التسكيت.. على سبيل
الحقيقة لا على سبيل التسكيت .. تأمل ..

- النبلاء والفضلاء والعلماء يستدلون على جدارة الشخص .. ورجولته
وكماله .. بقدرته على الاعتراف بالخطأ والنقص ... وقدرته أيضاً على
التراجع عن ذلك وبدون أي حساسية .. كما يستدلون على سفاهة إنسان وجهله ..
بإصراره على الخطأ ورفضه الاعتراف به ..

- نماذج قبول النقد والاعتراف بالخطأ .. الأنبياء .. فيقول نبي الله
موسى – عليه السلام – في قصته مع العبد الصالح – الخضر - : "لا
تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً "
..ويقول عليه السلام :" قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا
تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً " .. ولقد عاتب الله
عز وجل نبيه –صلى الله عليه وسلم – في غير موضع من القرآن الكريم .. قال
تعالى " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ
تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ " .. وقال عز وجل " عَفَا اللَّهُ
عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا
وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ " ..

- إشكالية الهروب من النقد .. وتجاهل الخطأ والتقليل من شأنه .. أو
حتى أن يعتبره صواباً .. فلا يعترف بأن هذا خطأ .. بل يقول: إن هذا صواب
ويصر عليه .. ويقول كما قيل في المثل: "عنـزة ولو طارت" ..

- ومن ألوان النقد ألوان مذمومة منها .. جمع المثالب والأخطاء
والتشهير بها .. شخصنة النقد واستهداف الشخصية والأمور الذاتية .. نفسنة
النقد والنقد بسبب أمراض قلبية وأمور شخصية .. والجور في النقد وفقدان
العدل وانتقاد أشخاص لمخالفتهم في مسألة أو موقف أو مواقف ..

- من أدبيات النقد البناء .. الحذر من مرض الاعتراض ..

- الكثير يعتقد أن النقد عبارة عن شتائم !! " وذلك من الخطأ " .. مع
العلم أن الهدف من النقد أن لا يمر صاحب الخطأ دون الشعور بالذنب ! .. حتى
لا يتكرر الخطأ فيعتقد أنه الصواب .. وليس الغرض من النقد الإحراج ..

- النقد البناء هو ميدان تحرير الأمة من قيود الأخطاء .. ورفع شعارات
إسقاط للمشهور والمعروف .. وصفعة على وجه نظامك القديم حتى تستفيق .. وثورة
إبداع وابتكار خارج الصندوق النمطي للتفكير ..

- التغاضي عن انتقاد الأخطاء يترك ثغرات يمكن أن يستغلها الأخباب
..علينا بالمواجهة الداخلية ..والحذر من هواة النقد مع السماع لهم ..

- لا تمتنع عن الانتقاد ولا تجعل هدفك الانتقاد ..

- النقد البناء وسيلة للبناء وحافز للعمل ..

- واحذر أن تكون من هواة النقد .. الذين لا يحبون العمل ..

- نحتاج ما بين فترة وأخرى إلى صفعة حتى نستفيق ..

- النقد ليس بتجريح ..
النقد ..
وقفة .. لبدء تصحيح المسار ..
خطوة .. للسعي نحو الإصلاح والبناء ..

- النقد ..ليس بجريمة ..
واستخدام اللفظ ليس مخالف للشرع .. وليس النقد هو النصيحة فقط .. بل هو
أيضًا وضوح وتوضيح الفرق بين الحق والباطل .. والصحيح والخطأ .. وهو أيضًا
محاسبة ومراجعة .. وهو أيضًا أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ..

- النقد لا يكون إلا بالفهم والعلم كي يحقق غايته .. يسبق النقـد عادة تساؤل .. وقراءة ونظر ..

- " كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً ، والمنكر معروفاً ! " .. لهذا كان النقد ضرورة ..

- النقد يعني أنك بدأت تشعر بالتناقض والخطأ ، لتسعى بعد ذلك للتصحيح والتعديل ..

- قيل في شروط النقد ..

هذي شروط النقد خمسة ... عدل وإنصاف ورحمة
كذاك العلم والإخلاص ... إذ ليس عنهما مناص

.....................................

النقد
البناء هو ميدان تحرير الأمة من قيود الأخطاء .. ورفع شعارات إسقاط
للمشهور والمعروف .. وصفعة على وجه نظامك القديم حتى تستفيق .. وثورة إبداع
وابتكار خارج الصندوق النمطي للتفكير ..

ابن قمر المصري
5/3/2012

شكرا على الموضوع

وجزاك الله خيرا و أثابك الجنة على حسن عملك